لماذا لا تعمل ميزانيتي؟


سمها ما شئت: خطة إنفاق ، أو إدارة التدفق النقدي ، أو مجرد ميزانية قديمة بسيطة ، ولكن مهما كان الاسم الذي تطلقه عليه ، فإن معرفة كيفية تغطية نفقاتك مع الادخار للمستقبل وأيضا الحصول على ما يكفي للاستمتاع اليوم هو جزء أساسي من الأمن المالي.

   

الشيء المتعلق بالميزانية هو أن هناك العديد من الطرق المختلفة لتحقيق الهدف ، ولا يوجد أي منها مثالي ، ولا يوجد أي منها صحيح أو خاطئ. مفتاح الميزانية الناجحة هو إيجاد طريقة تناسب شخصيتك وعاداتك وأهدافك. إذا كنت تجرب طريقة واحدة لوضع الميزانية وكانت الطريقة لا تعمل، فجرب طريقة أخرى.

   

فيما يلي بعض المشكلات الشائعة التي تعيق وضع الميزانية الناجحة إلى جانب اقتراحات للتغلب عليها.

   
  1. الإفراط في الإنفاق في فئة معينة مثل تناول الطعام بالخارج أو الترفيه. المشكلة هنا هي أننا عادة ما ننظر إلى "رغباتنا" على أنها شيء يمكننا أو يجب علينا الاستغناء عنه إذا ركزنا على هدف ادخار كبير . لكن ليس من الواقعي التفكير بأن تناول القليل من الطعام في الخارج أو قضاء وقت ممتع سيعيق تحقيق الهدف. ولا بد أن نعطي أنفسنا ميزانية لإنفاقها في هذا المجال، مع تتبع ما أنفقناه مقابل ما هو محدد لضمان الالتزام.

       
  • الحل: ابحث عن طريقة أبسط للالتزام بالمبلغ المخطط له في هذه الفئات وهو أمر واضح جدا. على سبيل المثال، تعمل طريقة المغلف بشكل جيد هنا، فإذا كنت ترغب في الحد من تناول الطعام بالخارج إلى 100 دينار في الشهر ، فما عليك سوى التعود على أخذ  100 دينار نقدا في الشهر ووضعها في مغلف للإنفاق منها كلما خرجت لتناول الطعام. عندما ينتهي المال، ستعرف أنه لم يعد أمامك أي فرصة في الخروج لتناول الطعام في الخارج.

      إذا لم يكن حمل النقود هو الشيء الذي تفضله، فيمكنك إنشاء حد مماثل باستخدام بطاقة نقدية مدفوعة مسبقا.   
  1. أحداث الحياة غير المتكررة مثل حفلات الزفاف أو الوفاة أو العمليات الجراحية وغيرها. عندما نواجه أشياء من غير المحتمل أن تتكرر مثل حفل زفاف أو حدث آخر قد يتطلب السفر أو نفقات أخرى غير عادية، فإننا غالبا ما نتجاوز المبالغ الموجودة في ميزانيتنا لأنها لن تحدث مرة أخرى. المشكلة هي أن شيئا من هذا القبيل من المحتمل أن يحدث مرة أخرى أو أكثر. كما أن تعويض تلك النفقات قد يتطلب سنوات إضافية من الادخار.

       
  • الحل: لا بد أن يكون هناك مبلغ للطوارئ يتم بناءه تدريجياً كل شهر، ويتم الادخار في هذا الحساب لغايات الطوارئ حتى يصل إلى مبلغ محدد يعادل مثلاً راتب 3 شهور أو ستة شهور. 

       
  1. النفقات غير الشهرية. من السهل جدا وضع ميزانية للفواتير التي لدينا والتي لها تاريخ استحقاق ثابت ومبلغ ثابت نسبيا مثل السكن والمرافق وحتى البقالة. أما جميع النفقات الأخرى التي لا تكون شهرية وقد تبدو صغيرة فإنها تتراكم وقد تمثل تحدي يجب التخطيط له. ومن الأمثلة على ذلك نفقات تجديد رخصة السيارة أو التأمين أو نفقات أدوات العناية الشخصية. بالنسبة للجزء الأكبر  من هذه النفقات فلا يمكن تأخيره، وإذا وجدت أنك استنفذت حدك من الانفاق لهذا الشهر، فقد تجد أنك "تقترض" من مدخراتك أو تستخدم بطاقات الائتمان.

       
  • الحل المقترح:  إحدى الأفكار هي استخدام صندوق الطوارئ للادخار لهذه المصاريف. أو عمل ادخار شهري بمبلغ صغير مثل 20 دينار  لتمويل النفقات غير الشهرية. 

       
  1. محاولة حساب كل دينار. تفشل معظم الميزانيات لأن الناس يبدأون بمحاولة تصنيف أين يذهب كل دينار، مما لا يترك مجالا للخطأ أو العفوية. ثم بمجرد ظهور شيء غير موجود في الميزانية، يمكن أن يكسر الخطة بأكملها، مما يؤدي إلى استسلام الكثير من الناس.

       
  • الحل: هناك طريقة أفضل ، وهي ما يسميه بعض الناس "ميزانية محصلتها صفر". وهذا يكون من خلال توزيع الدخل إلى فئات عريضة. مثلاً إذا كان الدخل 500 دينار يقوم الشخص بتوزيعه على فئات عامة وليست تفصيلية، مثلاً 400 دينار المصاريف المختلفة، 30 دينار للطوارئ، و70 دينار ادخار. 

       
  1. ليس هناك ما يكفي من الدخل. إذا وجدت أنه بغض النظر عن الطريقة التي تنظر بها إلى الأمر ، فلا يوجد ما يكفي من المال لدعم نفقاتك.

       
  • الحل: من الواضح أنه يمكنك البحث عن خفض النفقات ، ولكن إذا لم تتمكن من تقليص دينار آخر ، فإن البديل هو البحث عن طرق لكسب دخل إضافي. حتى مجرد العمل في وظيفة ثانية لمدة 4 ساعات في الأسبوع أو يوم عطلة نهاية الأسبوع يمكن أن يحدث فرقا كبيرا في ميزانيتك. مفتاح النجاح هنا هو إعطاء أي دخل إضافي تكسبه وظيفة. على سبيل المثال ، إذا وجدت طريقة لجلب 100 دينار إضافية شهريا وكانت فاتورة الكهرباء الشهرية حوالي 100دينار، فقم بتعيين هذه الفاتورة لهذا الدخل. بهذه الطريقة لن تجد أن الأموال الإضافية يتم امتصاصها في الإنفاق الغير مبرر.

       

تذكر أن وضع الميزانية مهارة ، يشبه إلى حد كبير العزف على رياضة أو آلة موسيقية. معظمنا لا يعرف بالفطرة كيفية القيام بذلك، لذا امنح نفسك بعض الوقت لمعرفة ذلك. انتبه إلى ما يناسبك وقم بتعديل ما لا يناسبك. ثم امنح نفسك الوقت للتكيف مع الطريقة الجديدة تماما مثل أي مهارة جديدة، حيث يتطلب الأمر ممارسة قبل أن تتمكن من إتقان اللعبة. فلا تستسلم!

   


مقالات ذات صلة

وقت القراءة 5 دقائق 2024 سبتمبر 16

قم بإدارة مشترياتك بذكاء: وازن بين الضروريات والرغبات

تمثل مشتري...
وقت القراءة 4 دقائق 2024 سبتمبر 16

التسوق الواعي: خطوات اتخاذ القرار

هل تساءلت ...
وقت القراءة 2 دقائق 2024 سبتمبر 15

ما هي العوامل الاقتصادية التي تؤثر على تخطيطنا المالي؟

التخطيط ال...

Share this post