الوعي المالي
يُشَكِّلُ التّخطيطُ على نحوٍ عامٍّ أهميّةً كبيرةً في حياةِ الفردِ والمجتمع؛ إذ يُحدِّدُ مسارَهُما عمومًا، وَيُعَدُّ العُنصرَ الأساسَ للنّجاحِ والتّقدُّم. والتخطيطُ أنواع، منها الماليُّ، ويعني تنظيمَ الشّؤونِ الماليّةِ وَفْقَ برنامَجٍ مُحدّدٍ لتحقيقِ أهدافٍ مُعيّنةٍ خلالَ مُدّةٍ زمنيّةٍ مُحَدّدة. وعليه، فالتخطيطُ تنظيمٌ للذّاتِ وللفكرِ فِي المَقامِ الأول، وإدارةٌ للأولويّاتِ وترتيبٌ للخُطواتِ التي نرغبُ في تنفيذِها مِنْ أجلِ الوصولِ إلى أهدافِنا وغاياتِنا وأحلامِنا.
وما مِنْ شَكٍّ في أنَّ لكلِّ فردٍ أهدافًا وأحلامًا وتطلّعاتٍ مستقبليّةً يسعى إلى الوصولِ إليها، ولِتحقيقِ ذلكَ ينبغي للفردِ أنْ يستعينَ بالتخطيطِ الماليِّ المُبَرْمَجِ وَالسّليم. إن قراراتُنا الماليةُ تنعكسُ على حياتِنا بشكلٍ أو بآخرَ. وعليه، فلا بُدَّ أنْ ندركَ أهميةَ إدارةِ المالِ الشخصيِّ. قدْ يعتقدُ كثيرونَ أنَّ مصطلحَ إدارةِ المالِ خاصٌّ بالشركاتِ وذوي الأموالِ؛ بَيدَ أنَّ كلَّ فردٍ منا بحاجةٍ إلى تدبيرِ أموالِهِ وإدارتِها بطريقةٍ سليمةٍ تغدو بهِ إلى عيشٍ رغيدٍ يكونُ فيه قادرًا على ضبطِ أمواله وإداراتِها، بالإضافةِ إلى التَّكيُّفِ معَ الظروفِ والمشكلاتِ التي قد يواجهُها، ممّا يشعرُهُ بالاطمئنانِ، وينعكسُ إيجابًا على حياتهِ.