راتبك الأول: كيف تدير دخلك بذكاء في ظل الغلاء وارتفاع الأسعار؟


يعيش العديد من الشباب الأردني تجربة خاصة عند استلام أول راتب شهري في بداية مشواره المهني. وفي الوقت الذي يُعدّ فيه هذا الراتب خطوة مهمة نحو الاستقلال المالي، إلا أن ارتفاع تكاليف المعيشة – خاصة في المدن الكبرى – يجعل من حسن إدارة هذا الدخل ضرورة لا رفاهية.

في هذا المقال، سنعرض خطوات عملية تساعدك على إدارة راتبك الأول بذكاء، مهما كان حجمه، لتضمن الاستفادة القصوى منه دون الوقوع في فخ الاستهلاك أو الديون. 


1. قسّم راتبك حسب الأولويات

استخدم قاعدة 50/30/20 كنقطة انطلاق:

  • 50% للنفقات الأساسية مثل الإيجار، المواصلات، مصاريف الطعام، الاتصالات.
  • 30% للنفقات الشخصية: مثل الترفيه، والملابس، والمناسبات.
  • 20% للادخار أو سداد التزامات مستقبلية.

مثال: إذا كان راتبك 350 دينار، خصص 175 دينار للحاجات الأساسية، و105 دينار للنفقات الشخصية، و70 دينار للادخار أو الطوارئ.

 

2. افصل بين الراتب والبطاقة

ينصح بتحويل جزء من الراتب إلى حساب توفير منفصل أو محفظة إلكترونية يصعب السحب منها بسهولة. هذا يساعدك في ضبط الصرف وتجنّب الإنفاق العشوائي.


3. راقب مصاريفك اليومية

وثّق كل ما تصرفه خلال أول شهر باستخدام دفتر صغير أو تطبيق مثل "Spendee" أو "Wallet"، وستُفاجأ أين تذهب أموالك بالفعل.

كثير من الشباب يستهلك جزءاً كبيراً من راتبه على قهوة يومية، توصيل، أو طلبات طعام دون أن يشعر.


4. احذر من التزامات شهرية طويلة

لا تستعجل الاشتراك بخدمات أو شراء أجهزة بالتقسيط. قد تبدو الدفعة الشهرية بسيطة، لكن تراكمها مع مصاريفك الثابتة سيضغط عليك لاحقاً. ابدأ حياتك المالية بخفة، وليس بالالتزامات.


5. ابدأ الادخار ولو بمبلغ بسيط

حتى 10 دنانير شهرياً يمكن أن تصنع فرقاً بعد سنة. خصصها للطوارئ أو لهدف صغير مثل دورة تدريبية أو رحلة.


6. تعامل مع المناسبات بحكمة

الضغط الاجتماعي في الأعراس والمناسبات والتجمعات الشبابية كبير. لا بأس بالمشاركة، لكن ضع لنفسك ميزانية شهرية لا تتجاوزها، وتذكّر أن المجاملة لا تعني الاستدانة.


7. استفد من العروض الطلابية والشبابية

كثير من شركات الاتصالات، والمقاهي والمطاعم تقدم خصومات للفئة العمرية الشابة أو الطلبة الجامعيين. تابعها عبر تطبيقاتهم أو صفحاتهم الرسمية.


وتذكر دائماً أن راتبك الأول ليس فقط مصدر دخل، بل أداة لبناء عادات مالية تدوم. وأن كل قرار تتخذه في هذا الوقت سيؤثر على قدرتك المستقبلية على الادخار، والاستثمار، وتحقيق الاستقلال المالي. والقاعدة المهمة هنا: ليس المهم كم تكسب، بل كيف تُدير ما تكسبه.


مقالات ذات صلة

وقت القراءة 2 دقائق 2025 مارس 13

الثقافة المالية في شهر رمضان: لإدارة ذكية للميزانية

يُعد شهر ر...
وقت القراءة 2 دقائق 2024 أكتوبر 25

كيف يمكنك زيادة دخلك بطرق عملية؟

هذ...
وقت القراءة 2 دقائق 2024 أكتوبر 12

استمتع بحياتك بعد التقاعد بثقة مالية!

أهلاً بك ف...

Share this post