ما هي العوامل الاقتصادية التي تؤثر على تخطيطنا المالي؟
التخطيط المالي هو عملية تتأثر بالعديد من العوامل الاقتصادية الكبرى. فمن الضروري أن يكون الشخص على دراية بالتغيرات في الأسواق المختلفة والاقتصاد العام. مثلًا، سوق العمل هو مكان يتنافس فيه الناس على الوظائف، بينما الشركات تسعى لجذب العمالة المناسبة. أما سوق رأس المال، فهو المكان الذي يتم فيه تداول الأصول المالية مثل الأسهم والسندات. أما سوق الائتمان فيركز على الإقراض والاقتراض.
وهذه الأسواق توجد في بيئة اقتصادية ديناميكية، وتشكل جزءاً من التخطيط المالي السليم. حيث يمكن أن تؤدي الفترات المعاكسة أو غير المستقرة إلى اضطراب الخطط المالية، خاصة إذا استمرت لفترة كافية أو حدثت في الوقت الخطأ في حياتك. ويمكن أن يساعدك فهم الأنماط والعوامل الاقتصادية الكلية على اتخاذ قرارات مالية أفضل. وتشمل هذه العوامل على سبيل المثال، دورات الأعمال ومعدلات التوظيف.
دورات الأعمال
الاقتصاد يمر بمراحل من التوسع والانكماش، وهذا ما يعرف بدورة الأعمال. عندما ينمو الناتج المحلي الإجمالي، يكون الاقتصاد في حالة توسع. أما عندما يتقلص، يدخل في حالة انكماش. وقد يؤدي الانكماش لفترة طويلة إلى ركود. فهم هذه الدورات يمكن أن يساعد الأفراد في تعديل استثماراتهم وخططهم المالية. الناتج المحلي الإجمالي هو مقياس للاقتصاد يجب أن تتم مراقبته عن كثب.
التوظيف والبطالة
التوظيف هو مؤشر رئيسي لصحة الاقتصاد. كلما زادت فرص العمل، كان الاقتصاد أفضل في استخدام موارده البشرية. من ناحية أخرى، معدل البطالة يعكس أوجه القصور في الاقتصاد. إذ يمثل نسبة الأفراد القادرين على العمل لكنهم لا يجدون فرصاً متاحة. ارتفاع البطالة لفترات طويلة يمكن أن يؤثر سلباً على الاقتصاد ويؤدي إلى انخفاض الدخل.
الاستقرار الاقتصادي
هناك مؤشرات أخرى تعكس مدى صحة الاقتصاد، مثل مبيعات المنازل والشقق، وطلبات السلع المعمرة (مثل الأجهزة والسيارات)، وثقة المستهلك، وغيرها. هذه المؤشرات تساعد في تقييم الوضع الاقتصادي الحالي وتوقع اتجاهه المستقبلي. ورغم ذلك، يبقى نمو الناتج المحلي الإجمالي ومستويات البطالة الأكثر أهمية.
معدل التضخم
استقرار قيمة العملة هو عنصر حاسم في التخطيط المالي. ارتفاع الأسعار يؤدي إلى تراجع القوة الشرائية للعملة، وهو ما يعرف بالتضخم. في المقابل، انخفاض الأسعار يعرف بالانكماش. استقرار قيمة العملة ضروري للحفاظ على قيمة الاستثمارات وتجنب المخاطر المالية الناجمة عن تقلبات الأسعار.
وعادةً ما يتم قياس التضخم من خلال الرقم القياسي لأسعار المستهلك (CPI)، وهو مؤشر يقيس متوسط الأسعار لسلة السلع والخدمات التي يشتريها المستهلك العادي. إنها طريقة مقبولة لتتبع ارتفاع أو انخفاض مستويات الأسعار، مما يدل على التضخم أو الانكماش.