أسباب الحاجة إلى البنوك

32
1
2

مع التوسع في التعامل بمجموعة من النقود المعدنية، واتساع النشاط التجاري، وظهور الأسواق والتجار المتخصصين، بدأت هذه الفئة تحقق فائضاً من النقود من عملياتها التجارية المربحة، فكان عليهم ادخار هذه النقود المعدنية، وخوفاً عليها من الضياع أو السطو والسرقة وإيجاد مكان لحفظ أموالهم في مكان آمن؛ لجأوا إلى الصاغة والصيارفة وبعض التجار الكبار الذين يتمتعون بسمعة طيبة، حيث قام هؤلاء التجار بحفظ أموالهم وإيداعهاعندهم لحراستها مقابل أجر معين على أن يعطي الصائغ أو من عنده الأموال (المودع عنده) صاحب المال وصلاً ورقياً يثبت وجود ماله عنده، وأن الصائغ أو الصراف أو من عنده المال يتكفل بإعطاء صاحب المال نقوده فور طلبها.

   في بداية الأمر كانت هذه الأوراق (الوصولات) تكفل تسليم النقود لصاحبها فقط، ثم تطور هذا الأمر فأصبحت هذه الأوراق متداولة بين البائع والمشتري بدل المال، وذلك عن طريق التنازل عن الورقة لصالح شخص آخر (التظهير)، فأصبحت هذه الأوراق لحاملها، هذا التطور الحاصل في إصدار أوراق ووصولات الإيداع سمح بتوسيع وزيادة التعامل بهذه الأوراق مما أغنى التجار عن الذهاب إلى الصاغة والصيارفة لسحب الأموال وإيداعها كلما تم عقد صفقة تجارية، وبمرور الوقت لاحظ المودع لديهم أن قدراً ضئيلاً من الوصولات التي يصدرونها يعود أصحابها لاستلام ما أودعوه، من هنا ظهرت فكرة استغلال هذه الودائع العاطلة بإقراضها لمن يريد استثمارها، فبدأ هؤلاء الصاغة والصيارفة يقرضون من أموالهم الخاصة ومن بعض الودائع لديهم، بالإضافة إلى تحويل الودائع أو جزء منها من حساب إلى آخر وفاءً للالتزامات مقابل حصولهم على عوائد (فوائد) أعلى من تلك التي كانوا يدفعونها ويستفيدون بالفرق.

   مما جعل الصيارفة والصاغة يفكرون بطرق لجذب المودعين لديهم بعدم أخذ أجر مقابل حراسة الأموال، ثم تطور الأمر فأصبحوا يعطون عوائد (فوائد) للمودع بدل إيداعه فيما سمي فيما بعد (بالمصارف) وهي ما هو متداول عليه الآن بالبنوك.

أسباب الحاجة إلى البنوك
مواضيع ذات صلة
1
2023 سبتمبر 15
وقت القراءة

10 دقائق

1
2023 مارس 16
وقت القراءة

4 دقائق

1
2023 يونيو 01
وقت القراءة

4 دقائق