الدّور الاقتصاديّ والاجتماعيّ للبنوك
تعتبر البنوك بمثابة المحرك الرئيس لعجلة النشاط الاقتصادي والتنمية ، وذلك بسب اتصالها بالحياة الاقتصادية والاجتماعية من جميع نواحيها، ولعلاقتها الوثيقة بالحكومات والأفراد عن طريق تقديم مختلف الخدمات لميدان التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وتلعب البنوك دورًا مهمًا في الحياة المعاصرة لما تكفله من حفظ للنقود وحشد للموارد المالية وسد لحاجات البلد من مختلف أنواع الائتمان المتفاوتة الآجال وإنشاء وسائط للتدفق المالي، وخصوصاً في تمويل مشاريع البنية التحتية والمشاريع الكبرى من صناعات، وخدمات، ومؤسسات كبيرة وصغيرة ومتوسطة.
وقامت البنوك في السابق واللاحق وعلى اختلاف أنواعها ومواقعها وأحجامها بتقديم مختلف أنواع الدعم والتمويل والإرشاد والنصح المالي والإداري على الدوام، وعند تقديمها أية قروض وتسهيلات مالية ومصرفية وقيامها أيضاً بالاستثمار بشكل مباشر وغير مباشر ببعض من تلك المشاريع والشركات والمؤسسات ولاحقاً مُساعدتها ودعهما للذهاب للأسواق المالية وإدراج أسهمها والأدوات المالية الأخرى التابعة لتلك الشركات والمؤسسات.
وكذلك قامت البنوك بتقديم العديد من القروض العقارية والإسكانية للأفراد والشركات والمؤسسات لمُساعدتها على نمو أعمالها واستقرار موظفيها وعائلاتهم في أماكن عملهم.
وللأسف لا زالت البنوك والمصارف تواجه سيلاً من الاتهامات والضغوطات في منطقتنا العربية بحجة عدم قيامها بالدور الموكل لها والمطلوب منها إزاء دورها في التنمية الشاملة، مما يعني عدم قيام البنوك بالدور المطلوب منها إزاء عملية التنمية والتمويل للشركات والمؤسسات وكذلك للمُجتمعات المحلية والمُساعدة في زيادة قدرة تلك الشركات والمؤسسات في توفير فرص عمل للشباب.
وتقوم البنوك وعلى الدوام بتقديم الاستشارات الماليّة والتمويل المطلوب واللازم من أجل تأسيس وإدامة وتطوير ونمو أعمال المؤسسات والشركات في القطاعات التجارية والصناعية والخدمية، وقامت بتعيين العديد من الشباب المؤهل كمسؤولي علاقات زبائن ومسؤولي ائتمان وتدريبهم ودعمهم بموظفين مؤهلين لهم خبرات سابقة في التمويل التجاري وإدارة عمليات الائتمان والإشراف عليها وعلى توثيقها وتدقيقها.
إن من مصلحة البنوك بكل تأكيد الاستمرار بتقديم التمويلات والتسهيلات المالية والمصرفية لزبائنها لضمان نمو أعمالها وقوائمها المالية وبالتالي زيادة ربحيتها وتعظيم أصولها المالية، مما يؤدي إلى دفع عملية التنمية الشاملة والتطوير الاقتصادي وعجلة الإنتاج؛ لأنّ من مصلحة البنوك أن تستثمر في تلك المشروعات والمُساعدة في إيجاد فرص العمل والوظائف؛ وبالتالي ستستفيد منها البنوك بتقديم خدمات مصرفية شخصية لها ولموظفيها حتى يستمر نمو الاقتصاد، وهذا ينعكس بالإيجاب على تطور ونمو الجهاز المصرفي بشكل خاص.
وإيماناً بدور البنوك الإنساني والمجتمعي ودعماً للجهود الوطنية في الاستجابة للتحديات الاجتماعية والاقتصادية والبييئة، وانطلاقاً من شغفها نحو البناء والتطوير، فقد نجحت في تتويج مسيرتها المجتمعية بالإنجازات وعلى مختلف الأصعدة، حيث ساهمت خلال تلك المسيرة في تعزيز التنمية المستدامة من خلال استراتيجية راسخة للمسؤولية المجتمعية ترتكز على تبني ودعم البرامج والمبادرات المجتمعية والإنسانية في القطاعات؛ الصحية، التعليمية، البيئية، والشبابية، والرياضية إضافة إلى مبادرات تمكين المجتمع.
كما أسهمت في إطلاق ودعم العديد من البرامج ورعاية المؤتمرات والندوات الاقتصادية والمصرفية والتجارية والمهرجانات الوطنية والبطولات الرياضية، بالإضافة إلى رعايتها للمبادرات التعليمية الخاصة بالمتفوقين، وتقديم الدعم والمساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة والأيتام، والفئات الأكثر احتياجاً.