إن دفعات الديون الشهرية هي أكبر عائق مالي أمام الادخار. الديون تحرمك من جزء كبير من دخلك فيما يكون المتبقي قليلا وقد لا يكفي مصاريفك! اذن فقد حان الوقت لتخفيف هذه الديون. أسرع طريقة لسداد الديون هي باستخدام طريقة كرة الثلج والتي تعني التدرج في سداد الديون من الاصغر للاكبر. قد يبدو الأمر غير معقول، لكن لا تقلق، فالأمر يتعلق بتغيير السلوك أكثر من الأرقام. بمجرد تحرير دخلك، يمكنك استخدامه لإحراز تقدم نحو أهداف الادخار الخاصة بك.

يصاب معظم الأشخاص - بعد إعداد الميزانية - بالصدمة عندما يكتشفون المبلغ الذي ينفقونه فعليًا في متجر البقالة كل شهر. من السهل مراجعة تلك المصاريف والبدء بالتفكير مليا بتخفيضها. حافظ على الأساسيات ولكن خفف المشتريات الصغيرة وغير المفيدة صحيا وماليا. هذه المشتريات الصغيرة (المعروفة بانها مستهلكة للميزانية) تضيف الكثير من النفقات وفي النهاية تقوم بتخريب الميزانية كل شهر. وتذكر أن لا تتسوق وأنت عائد من عملك إلى المنزل، لأنك حتماً ستشتري ما تحتاجه وما لا تحتاجه، لمجرد أنك تتسوق وأنت جائع. واذا كنت تريد توفير المال والوقت؟ جرب خدمة استلام أو توصيل البقالة عبر الإنترنت. تقدمه معظم متاجر البقالة الكبرى هذه الأيام (حتى مجانًا في بعض الأحيان)، ويمكن أن توفر الكثير من المال. إن شراء البقالة الخاصة بك يخلصك من الإغراء الذي كنت ستواجهه عندما تذهب للتسوق بنفسك، ولن يكون هناك أي مشتريات غير متوقعة.

من السهل أن تكون إحدى أسهل الطرق لتوفير المال هي الإبتعاد عن الأسماء التجارية الغالية. في معظم الحالات، هناك بدائل مناسبة واسعارها اقل بكثير. هذا سيسبب توفير كبير قد يفاجئك خصوصا  في المواسم والأعياد حينما تذهب العائلة لشراء ملابس العيد.

هل تعلم أنه يمكنك توفير المال دون التفكير فيه؟ نعم، يمكنك إعداد حسابك المصرفي لتحويل الأموال تلقائيًا من حسابك الجاري أو حساب الرواتب إلى حساب التوفير كل شهر. إذا كان ذلك يبدو مخيفاً بالنسبة لك، فيمكنك أيضًا إعداد إيداعك المباشر لتحويل 10% من كل راتب تلقائيًا إلى حساب التوفير الخاص بك. بعد مرور بضعة أشهر فقط، ستفاجئك النتائج!

عندما تحصل على مكافأة من عملك أو ميراث أو أي دخل آخر، استخدمها بشكل جيد. وعندما نقول "استخدام جيد"، فإننا لا نتحدث عن استخدامها كمبلغ زائد تنفقه كيف تشاء. إذا كان عليك ديون صغيرة، فمن الأفضل استخدام هذه الأموال لسداد تلك الديون، مثل أقساط بطاقتك الائتمانية. وإذا لم تكن لديك ديون، استخدم جزء من ذلك المبلغ في شراء بعض الأساسيات أو حتى للترفيه مع العائلة، ولكن تأكد أن تضع نصف ذلك المبلغ على الأقل في صندوق الطوارئ الخاص بك أو أودعه في حساب التوفير.

هل تعلم أنه يمكنك توفير المال على فاتورة الكهرباء الخاصة بك فقط عن طريق إجراء بعض التعديلات على منزلك؟ ابدأ ببعض الأشياء البسيطة مثل استبدال الأضوية القديمة بأضوية موفرة للطاقة، حاول ترشيد استخدام الكهرباء بالطرق الاعتيادية، ولا تترك الضوء مشتعل في الغرف الفارغة. كذلك قلل من مصروف المياه الخاص بك. يمكن إصلاح الأنابيب المتسربة، وترشيد استخدام المياه.

هل تفاجئك فاتورة هاتفك! إذن حول هاتفك إلى خط مدفوع مسبقاً. هذا سيجعلك تحدد ميزانية شهرية ثابتة لخط الهاتف، ولن تتفاجئ بالفواتير بعد ذلك. ويمكن البحث عن خطوط خاصة بها حزم انترنت بأحجام كبيرة نسبياً ويمكنك مشاركتها مع العائلة. هذا سيساعدك في التخلص من استراكات الانترنت الشهرية أيضاً وسيوفر كثيراً في مصاريفك.

قد يبدو تناول وجبة في مطعم ما فكرة رائعة، أو شراء بعض السندويشات من أحد المطاعم خلال نزهة مسائية مع العائلة فكرة جميلة. لكن هذا السلوك يكلفك الكثير فعلاً. مثلاً إذا كان متوسط الوجبة العائلية يعادل 25 دينار، فانت بحاجة لمبلغ 100 دينار شهرياً لو كررت ذلك مرة واحدة في الأسبوع فقط. وهل تعلم أن هذا المبلغ قد يكون أكبر من تكلفة شراء مستلزمات المنزل الأساسية (مثل السكر والرز والخبز والزيت وغيرها). يمكنك ممارسة نفس العادات ولكن مع تعديل بسيط، فمثلاً يمكن اصطحاب العائلة في نزهة مسائية وتناول الشطائر المعدة مسبقاً في المنزل. إذن قم بإعداد طعامك في المنزل وشاهد مدخراتك تتراكم شهراً بعد شهر.

لا تشتري أي أشياء غير أساسية لمدة أسبوع أو حتى شهر! فكر في الأمر باعتباره تحدياً للرضا. أثناء قيامك بذلك، قم بحساب ما توفره كل يوم. من المفترض أن يساعد هذا في التخلص من العادات الشرائية السيئة وغير العقلانية!

قبل أن تقوم بإنفاق النقود لدفع ثمن اصلاح بعض الحاجيات في المنزل، جرب أن تفعلها بنفسك. مثلاً يمكنك طلاء جدار الغرفة ولن يكلفك ذلك سوى 15 دينار ثمن الفرشاة وثمن علبة الدهان. هذا سيكون أوفر بكثير من إحضار شخص لدهن الغرفة والتي قد تكلفك 60 دينار مثلاً. ولا بأس لو أكرمت نفسك بعد الانتهاء من الدهان بحمامٍ دافئ وحظيت بوجبة في الخارج بتكلفة 10 دنانير، مع هذا سيظل مقدار ما وفرته أكثر من 35 دينار. لا تنسى أن تشارك أطفالك في العمل، ليكونوا قادرين في المستقبل على فعل نفس الشيء في منازلهم.

من الجيد أن تلتقي يومياً بأصدقائك في أحد المقاهي! أو أن تجلس هناك لتطالع أو تنجز بعض المهام على كمبيوترك المحمول! بالطبع سوف تحظى ببعض الطلبات خلال جلوسك وقد تصل فاتوتك إلى 10 دنانير مثلاً. قد تقومل لا بأس هو ليس بالمبلغ الكبير! إذن ففكر بالأرقام. لو كان هذا يتم بشكلٍ يومي فإنك تحتاج 300 دينار شهرياً. ولو كنت تكررها يوماً بعد يوم فإنك ستحتاج 150 دينار شهرياً. هذا المبلغ يكفي للدفع تكلفة شراء وإعداد القهوة في منزلك لمدة سنة كاملة، وربما أكثر. مع ذلك يمكن أن تمنح نفسك يوماً واحداً في الأسبوع للذهاب إلى المقهى، وتكلفة 40 دينار شهرياً قد تبدو معقولة بالمقارنة مع 150 أو 300 دينار شهرياً، أليس كذلك!

عندما يكون هدفك هو توفير المال، فإن الإجازة ربما تكون أسوأ شيء يمكن أن تنفق أموالك عليه. بدلاً من السفر مع عائلتك إلى تركيا مثلاً أو إلى مصر أو اليونان، حاول أن تكون سائحاً في بلدك. جرب البحث عن برامج الرحلات الداخلية من خلال مكاتب السفر بأسعار معقولة. فكر في زيارة لوادي رم وقضاء ليلة هناك مع العائلة والاستمتاع بالطبيعة الخلابة. أو قم بزيارة عجلون أو مدن الشمال أو العقبة. نزل تطبيق "أردننا جنة" أو أي تطبيقات تطلقها هيئة تنشيط السياحة. سيمكنك هذا من الخروج في عدة رحلات وعلى مدار العام وبتكلفة أقل بدلاً من السفر لأسبوع واحد فقط بتكلفة تعادل أضعاف السياحة الداخلية. واحذر من أن تخدعك عروض السفر المقسطة، قد يبدو القسط منخفض ولكن المجموع أكبر بكثير  من التكلفة النقدية، وهي ستزيد من مجموع التزاماتك الشهرية وستجعلك تنسى فرحة السفر بمجرد العودة لدفع أقساطها على مدى سنة كاملة!

نحن نعيش في عالم تتعدد فيه فنون التسويق والاعلانات الجاذبة والعروض المتنوعة. يمكن أن يصل الطعام من مطاعمنا المفضلة إلى بابنا خلال ساعة أو أقل. العرض الذي تريد الاستمتاع به موجود وعلى أهبة الاستعداد وبانتظار اتصالك فقط. تالإعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي كثيرة ومتعددة وجميعها تقترح عليك منتجاتٍ مختلفة معظمها لم تفكر بشرائه من قبل، ولكنك تعجب بفكرتها وتفكر بتجريبها. لكن إذا تمكنت من تجاوز سحر تلك العروض باستخدام سحر كلمة "لا" أو "ليس الآن"، فسوف توفر الكثير من المال، ولن تخسر الكثير لأن معظم تلك المنتجات لا تحتاج إليها أصلاً. إنه تحول كبير في العقلية لبناء عادات إنفاق أفضل بشكل عام. وهي طريقة أخرى لتصبح شخصاً أكثر ذكاءً في التسوق.