تزخر الحياة بملايين الفرص ولكن الكثير من النّاس لديهم صعوبة في التّعرّف عليها، الفرق بين رائد الأعمال النّاجح والآخرين هو القدرة على رؤية واغتنام الفرص وحتى اختراعها إن لم تكن متاحة.
إنَّ توليد الفكرة الرّياديّة لا يكون بالفطرة، بل هو أمر يُكتسب من خلال التدريب واستثمار الفُرص وتعلّم المهارات اللازمة، فحالة وظروف روّاد ورائدات الأعمال تختلف من شخص لآخر، فالعديد من روّاد ورائدات الأعمال عاشوا في ظروف مُتنوّعة، منهم من امتلك البيئة اللازمة لإطلاق أفكاره، ومنهم من كان يمرُّ في ظروف صعبة لإطلاق أفكاره الرّياديّة، لكن مهما تنوّعت ظروف رواد ورائدات الأعمال فإنّ التفكير بطريقة إبداعيّة مدموجة بالإصرار والتحدي وتحويلهم للح
اجات والعقبات إلى طموحات تحوّل تلك الأفكار إلى مشروعات ناجحة، وأصبح العديد منهم روّاد أعمال ورائدات أعمال ناجحين تركوا أثرًا إيجابيًا في المُجتمع.
وعليه يمكن تعريف الفكرة الرّياديّة على أنّها تلك الفكرة التي تتوّلد بأسلوب إبداعيّ أو مُبتكر لإيجاد حاجة مُعيّنة لدى الزبائن أو لسدِّ احتياجات سوق مُعيّن وتقديم ُمنتج بأسلوب ابتكاريّ وإبداعيّ في إطار الموارد المُتاحة وضمن المهارات المتاحة أو التي يتم اكتسابها مع استثمار الفرص الموجودة ليخرج المُنتج أو المشروع بصورة متميّزة عن غيره .
إنّ روّاد ورائدات الأعمال يولّدون أفكارهم ويستلهمونها من خلال تفاعلهم الإيجابيّ في مُحيطهم ومجتمعاتهم، من مجموعة من المُشكلات أو التحدّيات أو الحاجات التي واجهتهم أو واجهت أبناء مُجتمعهم، حيث إنّ البيئة المُحيطة بالرّياديّ وآلية تعامله معها هي العامل الأساسيّ في توليد الأفكار أو الفُرص لتتحوّل لاحقًا إلى مشروعات تطبق بمحيط الرّياديّ وتخدم مُجتمعه.
ومن أهم طرق توليد الأفكار المبتكرة طريقةُ SCAMPER وهي طريقةٌ يُمكنك استخدامها لشحن قُدراتك على الإبداع ومُساعدتك في التّغلّب على أيّة تحدّيات تُواجه شركتك. هذه الطّريقة مبنية على افتراض أنَّ كلّ ما هو جديد هو في الأصل تعديل على شيء كان موجودًا من قبل، باستخدام قائمة من الأسئلة المُختلفة. طوَّرَ روبرت إيبرلي طريقة SCAMPER في بداية السّبعينات، من قائمة مبدئية بناها مؤصل فكرة العصف الذّهنيّ أليكس أوزبورن، ومن وقتها وهي تُستخدم على نطاق واسع.
كل حرفٍ في اختصار SCAMPER يمثلُ طريقةً مُختلفة لتغيير رؤيتك للتّحدّيات التي تُواجهك ومُساعدتك على توليد أفكار جديدة:
● S = Substitute : بدّل
● C = Combine: أضف
● A = Adapt: وفّق
● M = Magnify: كبّر
● P = Put to Other Uses: أعد استخدام
● E = Eliminate: أزل
● R = Rearrange or Reverse: أعد ترتيب
بدّل: ما الذي يمكنني استبداله في تركيب أو شكل المُنتج؟
مثال: استخدام الأطباق وأدوات الطّعام البلاسيتيكيّة في مطاعم الوجبات السّريعة بدل الأطباق الخزفيّة والأدوات المعدنيّة التّقليديّة لتوفير التّكلفة.
أضف:
ما الذي يمكنني أنْ أضيفه للمُنتج لتحسينه؟
مثال: كانت سيمنز أول من أضاف خاصية الكاميرا للهاتف المحمول، وأحدثَ هذا ثورة في الطّريقة التي نستخدم بها هواتفنا حتى الآن.
وفّق:
هل يمكنني أنْ أنسخ فكرة ما للمُنتج من قطاع آخر لا ينتمي للصّناعة التي أعمل بها؟
مثال: عرباتُ الأطفال الخفيفة التي يمكن طيّها جاءت فكرتها بالأساس من عجلات هبوط الطّائرة التي تتراجع داخل جسم الطّائرة.
كّبر\صغّر\عدّل:
ما الذي يمكنني تكبيره، أو تصغيره أو تعديله في المُنتج؟
مثال: توفّر شركاتُ الصُّودا عدّة أحجام من عُبوات المشروبات لتتلاءم مع احتياجات الأفراد والعائلات والحفلات، وبهذا فهي تزيد من أرباحها بتغيير حجم المُنتج. نفس الشيء يتمّ عندما تعرض شركة ما عبوتين من نفس المُنتج بسعر واحدة.
أعدِ استخدام:
هل يمكنني استخدام هذا المُنتج لغرض آخر؟
مثال: بعض المُنتجات لم تحصل على أيّ نجاح حتى تمَّ استخدامها في غرض مُختلف تمامًا عن الذي صنعت لأجله. فمثلًا؛ الصّلصال الذي يلعب به الأطفال كان في الأصل مادة عجينيّة بيضاء تستخدم في تنظيف ورق الحائط، لكن بعد انتشار ورق الحائط سهل التّنظيف، أوشكت الشّركة على الإفلاس حتى قرر المصنع إضافة الألوان للعجينة وتسويقها كلعبة للأطفال.
أزل:
ما الذي يمكنني استبعاده من خصائص المُنتج لجعله يُباع أكثر؟
مثال: بنَت شركة عصائر خطوط إنتاج كاملة للعصائر الطبيعيّة بدون سكر وبدون مواد حافظة. وباستبعاد جزء من المُنتج، استطاعت الشّركة اجتذاب قطاع كامل من المستهلكين المهتمين بصحتهم.
اعكس \ أعد ترتيب:
هل هناك أيّ شيء يمكنني عكسه أو قلبه أو عمله بترتيب مُختلف؟
مثال: الملابس التي يمكن ارتداؤها على الوجهين، وبالمثل فإنَّ فيسبوك يقوم كلّ فترة بإعادة ترتيب الخصائص في شكل الصّفحة الرئيسي والطريقة التي يعرض بها الأخبار للمُستخدم.
